ارسلها لي صديق نقلا من مجلة الاقصي الصادرة عن الجيش العربي - القوات المسلحة الاردنية
احببت ان اشارككم بها لنعلم تضحيات نشامى الاردن من اجل فلسطين الحبيبة
من اجل انصاف حقهم علينا
علما باني قرات الوقائع كما هو في الوصف ادناه في مواقع صحفية اسرائيلية وعلى موقع wikipedia وذلك للتاكد
أنا من مواليد الكرك تاريخ 2/10/1942، في أسرة مكونة من أربع ذكور وثلاث شقيقات، وأنا أصغرهم. نشأت في كنف والدي في الكرك، ثم انتقلنا إلى السكن في عمان بعد انتهاء دراستي.
أدخلني والدي المدرسة في سن مبكرة حيث درست الابتدائية والإعدادية والثانوية في "مدرسة الكرك الثانوية".
العنوان الحالي: الأردن، عمان، جبل المريخ، ص.ب 10239 الرمز 11151
في 5/12/1958 التحقت بالقوات المسلحة بعد المقابلات المطلوبة، وبعد التخرج من الكلية اعتمدوا دراسة "الكلية الحربية الملكية" دراسة جامعية وحصلت على شهادة الدبلوم بالعلوم العسكرية من جامعة مؤتة وكان ذلك التخريج في 15/6/1960 تحت الرعاية الملكية السامية.
الحرب
أما حرب حزيران (حرب الأيام الستة) بعد استلامي السرية الثالثة من كتيبة الحسين الثانية كما أسلفت، كنا في روح معنوية جيدة وزودنا بأسلحة جديدة، منها مدافع مورتر 4.2" بوصة بدلاً من 3" وكذلك رشاشات 500 بدلاً من رشاش الفكرز وتدربنا عليها تدريباً جيداً. العاملين عليها من خيرة الأفراد وكانت الاستعدادات لدينا ولدى جميع القوات المسلحة وخاصة في منطقة الضفة الغربية والقدس تحديداً استعدادات جيدة جداً. وكانت الأوامر تصدر لنا بالاستعداد التام واليقظة وبذل الغالي والرخيص في سبيل حماية حدودنا وقدسنا والدفاع عنها بشكل جيد.
باختصار شديد، وهذا الموضوع يحتاج إلى صفحات عديدة وشرح واسع ولكني سأقول باختصار. بداية، وقبل حرب حزيران بمدة بسيطة وعندما تأزم الموقف بعد إغلاق مضائق تيران، صدرت إلينا الأوامر بالاستعداد التام والتدريب الجيد لأي شيء وقد يحصل بالفعل. وبالفعل ضاعفنا من تدريبنا في دورات داخلية واستعدينا بشكل جيد وأوقفنا الإجازات والمغادرات، وزدنا من اهتمامنا في كل شيء ليلاً ونهاراً.
أما منطقة مسؤوليتي في السرية الثالثة، فقد كانت تبدأ من منطقة "باب العامود" إلى جهة الغرب حتى منطقة "مند البوم" مروراً بشارع "المصرارة واحد" والمصرارة اثنين و"جامع سعد وسعيد" بمحاذاة الجدار الذي يفصل بين المصرارة والمنطقة الحرام في القدس الجديدة ومنطقة "مند البوم" ومدرسة "واي أن سي أية" و"القنصلية الأمريكية" وعمارة "UN" ودار المغربي ودار نسيبة ودار الحمرا حتى أسفل الشيخ جراح عند دار الخطيب أسفل فندق الامبسادور. وهذه المسافة جميعها لا تتجاوز 800 متر تقريبا،ً ومنطقة مند البوم لمن لا يعرفها عبارة عن شارع لا يتجاوز طوله 15 إلى 20 متر وهي منطقة سهلة وشارع معبد، وجنودنا لا يبعدوا عن جنود إسرائيل مسافة 5 أمتار، وفي بعض المواقع اقل من ذلك وهذه حقيقة واقعية وجغرافية يعرفها كل من يعرف المنطقة، إضافة إلى مسؤوليتي عن حراسة والدفاع عن محافظة القدس والبريد الآلي وإذاعة القدس وجميعها وسط مدينة القدس.
وأعود بالقول ومن ضمن استعداداتنا التي أسلفت، تركيز "رشاشات 500" على أسطح الفنادق المجاورة وعلى أسطح المنازل مع ما يلزمها من أكياس رمل إلى ...الخ. ووضعت مدافع 106 مليمتر المقاومة للدروع ومدافع المورتر 4.2" بوصة، إضافة إلى الركت لانشر والانيرجا وما ألحقت معي من أسلحة أخرى مقاومة لصد أي هجوم محتمل من بوابة "مند البوم". واذكر هنا بعد زيارة الملك حسين رحمة الله للقاهرة، احضر معه المرحوم احمد الشقيري حيث أدى الشقيري صلاة الجمعة في الأقصى المبارك.
وفي يوم الأحد 4/6/1967 حلقت طائرة تصوير خفيفة فوق مناطقنا، وأطلقنا عليها النار من رشاشات 500 وكان قائد القسم العريف عبد الها الدبوبي الذي أطلق النار، وأسقطنا الطائرة وشاهدنها وهي تهوي في المنطقة الغربية جهة إسرائيل، وتأكيدا لذلك وبعد اقل من ساعة جاءنا شكر بذلك من المرحوم الشريف "ناصر بن جميل" والذي كان نائبا للقائد العام للقوات المسلحة، حيث شوهدت الطائرة المصابة على الرادارات الأردنية وهي تهوي محترقة. واذكر كذلك وبعد الحادث مباشرةً زارنا سمو الأمير محمد بن طلال وبرفقته احد أصحاب الأمراء السعوديين.
وبالفعل بدأت المعركة يوم الاثنين 5/6/1967 الساعة الحادية عشرة والنصف وخمس دقائق صباحاً ولهذا حديث آخر. أما كمختصر بدأت المعركة بالأسلحة الخفيفة ثم المتوسطة ثم الأسلحة الثقيلة كمدفعية 25 رطل، والتي كانت ملحقة بنا في المنطقة الشرقية من القدس وهي كتيبة المدفعية التاسعة 25 رطل بقيادة "المقدم محمد الحصان"، بالإضافة إلى استعمال الطائرات وقنابل الإنارة ليلاً والتي حولت المنطقة إلى نهارا دائم ليلها كنهارها بالإضافة إلى الأسلحة الأخرى. حاول إسرائيل بكل وسائله الدخول من بوابة مند البوم أنفة الذكر، إلا أنني ومن معي مرتب السرية ضباطاً وضباط صف وأفراد استطعنا أن نوقف تقدم إسرائيل من هذه البوابة. وهي الطريق التي إذا تمكن إسرائيل الدخول منها إلى القدس لما كلفة ذلك سوى عشر دقائق. لكن والفضل لله كلما سمعنا صوت الآليات تقترب منا لمسافة قريبة جداً، كنت أركز جميع الأسلحة التي ذكرت، بالاشتراك مع مدفعية 25 رطل المساندة على مواقع إسرائيل، وتدمير مقدمته من آليات وإيقاع الخسائر الفادحة به، وحاول جيش إسرائيل الهجوم ليس بأقل من أربع مرات ولكنه فشل فشلاً ذريعاً، وبالرغم من وجود عمارة للمتقاعدين العسكريين على البوابة من منطقة إسرائيل، تطلق النار من جميع نوافذ العمارة باتجاهنا، واستعماله لكشافات قوية جداً سلطت على أعيننا حتى لمن نعد نرى أمامنا شيء ولو لمسافة اقل من متر، واستعماله أيضاً لقنابل غاز تسبب النعاس ورائحتها كرائحة الليمون، وقد أبلغت ذلك إلى قائد الكتيبة المرحوم كريشان وقال لي بالحرف الواحد تصرف بمعرفتك، وقمت فوراً بقصف مواقع هذه الكشافات بمدافع 4.2" بوصة من أقسام هذه المدافع والتي كانت بموقع الدير المقابل لقيادة سريتي، وكان قائد أقسام هذه المدافع النائب " محمد معيش العجرمي" وهو رجل قدير وشجاع، وتم قصف هذه المواقع والتي كانت تجاور مواقع UN في منطقة إسرائيل، وكذلك تم عن طريق هذه المدافع قصف بعض مواقعنا كأهداف تخليص أرواح وذلك عندما احتل إسرائيل بعض مواقعنا الدفاعية، وأهداف تخليص الأرواح كما يعرفها العسكريين تعني القصف علينا وعليهم. وأيضاً مما منعه من استعمال الطيران والمدفعية الثقيلة وجود قواته المهاجمة ويساندها لواء مظليين بشكل تجمع، مما يؤكد انه في حالة قصفه بأسلحة ثقيلة يوقع فيه خسائر فادحة ومضاعفة أكثر منا، حيث أنهم في حالة تجمع وهجوم ونحن في حالة وضع دفاعي متفرق، كما أنه يوجد على البوابة القنصلية البريطانية والأمريكية، والأهم من ذلك هو قرب المسافة بيننا وبينهم مما يؤكد إلى إصابة الطرفين في حالة استخدام القصف والطيران بالإضافة إلى إصابة المواطنين المدنيين خاصة إن المنطقة منطقة مؤهوله بالسكان متلاصقة الأبنية. لذا أردك الجيش الإسرائيلي استحالت الدخول من بوابة مند البوم إلى القدس الشرقية، بقية السيطرة لنا على جميع المواقع لغاية صباح يوم الثلاثاء 6/6/1967. وعليه تراجع إسرائيل إلى الخلف وأعاد تجمعه واتجه شمالاً جهة منطقة الشيخ جراح "تل الذخيرة"، وهي منطقة محصنة ويوجد بها حقول ألغام وأسلاك شائكة، إلا أنه فضل الدخول منها على الدخول من بوابة مند البوم. وقام بقصف منطقة الشيخ جراح، خاصة وإنها منطقة خالية من السكان تقريباً إلا من السرية الثانية من كتيبتي الحسين الثانية، فقام بقصفها قصفاً مركزاً تمهيدياً بالمدفعية والطيران ثم بعملية إنزال جوي غرب السرية الثانية، والتي كان يقودها "المرحوم الرائد سليمان السلايطة" والإنزال تم في ملعب الشيخ جراح خلف السرية الثانية وبالقرب من مستشفى القدس للعيون وفندق الامبسادور والطنطور، وتم التقدم بهذه القوات المظلية من جهة الشرق وقوات إسرائيل المهاجمة من جهة الغرب وحاصرت قوات السرية الثانية، وكان قتالا شديدا وصل حتى مرحلة الاشتباك بالسلاح الأبيض والقنابل اليدوية وتعارك بالأيدي، واظهر قائد السرية وضباطه وجنوده كل شجاعةً وبسالةً وإقدام.
ثم انتقل القتال إلى مواقع السرية الأولى بقيادة الرئيس "حمود أبو قاعود" والذي عزز مواقعنا بسريته الأولى بين مواقع السرية الثالثة والسرية الثانية في الشيخ جراح، وحدث مع السرية الأولى ما حدث مع السرية الثانية، هذا وإنني واقسم على ذلك إنني قد سمعت على الجهاز اللاسلكي قادة السريتين الثانية والأولى يبلغان قائد الكتيبة بأن إسرائيل دخل إلى خنادقهم ويشتبكون معه بالسلاح الأبيض، وهذا ما حدث معي بالتمام والكمال. بعد دخول إسرائيل إلى مواقعي وكانت مواقعي آخر مواقع التي احتلها إسرائيل، علما بأنني لم أتطرق إلى التفصيل في قتال السرية الثانية والأولى لأنه يوجد من هو اقرب مني لهم من قادة ومرتبات أخرى اقدر مني على هذا التفصيل، علما بان قائد اللواء الملك العميد الركن " عطا علي" كان على اتصال معي للوقوف على سير المعركة، وكان يتم طول الليل تزويدنا بالذخيرة المختلفة.
صباح الثلاثاء ابلغني قائد الكتيبة بان إسرائيل احتل منطقة السرية الثانية في الشيخ جراح (تل الذخيرة) واحتل مواقع السرية الأولى والتي تقع بين سريتي الثالثة والسرية الثانية، وإسرائيل الآن متوجه إليك إلى مواقعك، وأوصني بقوله حرفيا " أبوي نبيه القتال من شارع إلى شارع ومن بيت إلى بيت والنار ولا العار" وأجبته " ابشر يا أبو مازن لن تسمع عنا إلا كل طيب إن شاء الله". فقمت بإعادة توزيع جنودي والأسلحة المقاومة للدروع في مواقع جديدة داخل المدينة عند نقاط اقتراب دبابات إسرائيل، حيث أصبح القتال قتال شوارع ومناطق مبنية. وبالفعل وصلت طلائع إسرائيل من عدة محاور منها: محور "مند البوم"، والمحور الثاني من شارع نابلس أسفل الشيخ جراح جنوباً وبأول الشارع قام إسرائيل بتوزيع هذا المحور إلى محورين الأول عن طريق نابلس باتجاه قيادتي والثاني سلك محور المحافظة- الإذاعة- البريد الآلي- باتجاه باب الساهره، ثم اتجهت دباباته إلى باب العامود ، والمحور الثالث من وادي الجوز باتجاه الجثمانية حيث انحرف قسم منها باتجاه وسط البلد خارج الأسوار، وتم تطويق مواقعي من جميع الاتجاهات، علما بأن قائد الكتيبة كريشان سبق وابلغني بأن جميع الدبابات الموجودة في المنطقة هي دبابات معادية. هذا وليعلم الجميع بان هذه المحاور لا يتجاوز كل محور فيها عشرات الأمتار. هذا وقد جرى الاشتباك مع إسرائيل من قبلي وقبل سريتي على مسافة أمتار تتقلص في كثير من الأحيان إلى الاشتباك بالحراب بالسلاح الأبيض والقنابل اليدوية داخل الخنادق الدفاعية. وأريد أن أوضح بأن عقيدة إسرائيل القتالية كانت تتلخص بان يحتل المواقع الإستراتيجية في كل موقع يحتله، ويسيطر على مفترقات الطرق ويجنب قواته في حالات كثيرة النزول من الآليات، والدخول إلى الشوارع الفرعية والحارات والأزقة، خوفا من الاشتباك والمواجهة المباشرة، ولو كان يقاتل بخلاف ذلك لتعرض إلى خسائر فادحة.
وبقينا نقاتل طيلت يوم الثلاثاء بشكل فردي وجماعي، حيث استشهد من استشهد واسر من اسر، وشاهدت أشلاء الشهداء في مواقع كثير ولهذا حديث آخر، واستمر القتال متفرقا إلى صباح الأربعاء. في حوالي الساعة العاشرة من صباح الأربعاء 7/6/1967 كنت لا أزال في مواقعي وبكامل ملابسي العسكرية وسلاحي الشخصي، أبلغت بوجود قوات عراقية عند باب العامود فخرجت لاستطلاع ذلك فشاهدت دبابات تحمل العلم العراقي وإثناء بتقدمي إليهم أطلقوا النار باتجاهي ومن معي، فعرفت أنها خدعة من إسرائيل فعدت حيث كنت. وفي هذه الإثناء خطب جلالة المغفور له جلالة الحسين خطابه الشهير وقال " كلوهم بأسنانكم وقطعهم بأظافركم ..." إلى آخر الخطاب كما استمعت إلي بلاغات رسمية من الإذاعة الأردنية تعلن بوصول إسرائيل إلى منطقة نهر الأردن وأريحا والى منطقة الجسور. هنا أدركت أن الأمور انتهت وان إسرائيل سيطر على كل شي، فبقيت في منطقتي متنقلا من موقع إلى آخر، ولم استطع الدخول إلى القدس القديمة ألا يوم الجمعة الموافق 9/6/1967 حيث سمح إسرائيل بالتنقل داخل المدينة، علما بان المسافة بين موقعي المحاصر فيه وباب العامود لا يتجاوز عشرين متر، وبعد دخولي إلى القدس القديمة المشار إليه أعلاه يوم الجمعة بقيت في القدس القديمة داخل الأسوار بمعرفة أصدقاء لي ، وقد وزع إسرائيل أثناء ذلك مناشير باللغة العربية تحذر أي مواطن مقدسي من إيواء أو مساعدة أي ضابط أو جندي من الجيش العربي، وبخلاف ذلك يحكم علية بثلاثة آلاف دينار أو ثلاثة سنوات أو كلا العقوبتين معاً. وفي يوم الاثنين اللاحق الموافق 13/6/1967 صممت على الخروج من القدس مع علمي بنقاط تفتيش على القدس، ووجود صوري ملصقة على هذه الأبواب وكانوا يعرفون الجندي من هويته المعدنية إذا كانت معه أو علامة الخوذة الفولاذية التي كان يلبسها، ولكن وبفضل الله تمكنت من الخروج من باب الأسباط بين جموع من المواطنين سيرا على الأقدام حتى منطقة أريحا، ثم نزلت من منطقة المغطس ومنها إلى جسر الملبي وكانت الجسور مدمرة واتجهت إلى عمان، وهذا كان يوم الثلاثاء صباحا حيث اتصلت من بيتي مع قائد الكتيبة الشهيد كريشان فهنئني بالسلامة، وطلب مني الاستراحة ولكني التحقت بوحدتي باليوم التالي صباح الأربعاء في منطقة "خو"، ثم أعدنا تنظيمنا وانتقلنا إلى منطقة الرمثا ومناطق أخرى لعدت أيام ثم استقرينا في منطقة "أم قيس" وتوزعنا على عدة مناطق منها : منطقة "المخيبة التحتى والفوقى" و" سد الوحدة" و"الشونة الشمالية" و"الباقورة" و"العدسية". وهنا كنا نستلم قوات الحجاب في الباقورة وقناة الغور الشرقية ، وبدأت حرب الاستنزاف وقصف منطقة " كم قروق" في اربد ومناطق الكتيبة في أم قيس واستشهاد المرحوم كريشان قائد الكتيبة ولهذا حديثا آخر في 15/2/1968.
وكان أول شهيد من سريتي يوم الاثنين المرحوم "سماره منزل خميس" من أهل الجبل وكان يرمي على مدفع 2" أنش مورتر في وسط شارع مند البوم ومررت بجانبه وطلبت منه تغيير موقعه لأن المورتر سهل الكشف من قبل إسرائيل، ولكن الشهادة كانت أقرب إليه واستشهد أثناء عودتي إليه في نفس الموقع، أما الشهداء الضباط عندي منهم:
الشهيد م.1 هيكل منصور تركي الحيدر الزبن
الشهيد م.1 مالك العوران، ولقصة استشهادهم حديث آخر.
أما الشهداء الأفراد فهم كثر ومنهم:
الشهيد إبراهيم خليل والشهيد أحمد محمود أبو عكاز والشهيد حسين علي البطوش والشهيد أسعد مسعود أسعد والشهيد رياض مصطفى والشهيد أسعد خليل جبر والشهيد أحمد علي عبد الرحمن والشهيد موسى محمد علي والشهيد سلامة سليمان محمد والشهيد سويلم هويمل والشهيد غالب عبد الله والشهيد هاشم محمد حمدان والشهيد علي مفلح عمر والشهيد أحمد عبد القادر والشهيد عبد الرزاق دهمش والشهيد جمعة أحمد محمود والشهيد محمد شفيق أحمد والشهيد علي مصطفى إبراهيم والشهيد فواز فايز أحمد والشهيد محمود أحمد سليمان والشهيد فايز مفلح حسين وآخرون كثيرون، حيث بلغ عدد الشهداء 104 شهيد من كتيبة الحسين الثانية (أم الشهداء) ومع "الجرحى والمفقودين" 414 فرد من اصل شهداء الأردن الذين بلغوا 578 شهيد.
وأحدد هنا أن إسرائيل قبل الصديق شهد بذلك القتال، وقال قائدتهم "نحن في حرب حزيران لم نقاتل كقتال محترف إلا الجيش العربي الأردني"، وقال وزير دفاعهم موشي ديان "أن كل خطوة على بوابة مند البوم كلفتنا عشرات الضحايا". أما القتال في كتيبة الحسين الثانية ككل، فكان قتلاً مريراً وباسلاً ألحق بإسرائيل أشد الخسائر المادية والمعنوية والبشرية، وقد قتلت كتيبة الحسين الثانية من إسرائيل مائة وخمس وثمانون قتيلاً بين ضباط وضابط صف وجند عدا الجرحى والخسائر المادية. وهذا موجود الآن على عدة لوحات في المتحف الموجود في منطقة الشيخ جراح مع صور للقتلى وأسمائهم ورتبهم ومواقع قتلهم لمن يريد أن يشاهد ذلك. وقد شاهدت هذه الأسماء بنفسي أثناء زيارتي للقدس عام 1997 وهي موجودة لغاية الآن. كما يوجد في الخنادق الدفاعية بعض الأسلحة المدمرة لغاية الآن التابعة لكتيبتي.
كما اذكر وبكل فخر تجوال مساعد قائد الكتيبة الرائد الركن علي مثقال الفايز بالشماغ رافضا ارتداء الخوذة، وهذا إن دل على شيء يدل على البطولة، وان نسيت لن أنسى التلميذ المرشح "عادل الملاحمة الطراونة" والذي كان مسئولا عن دار المغربي ولا تزال الشظايا في كافة أنحاء جسمه إلى الآن وهو الآن يحمل شهادتين دكتوراه في أمريكا، كما اذكر بالفخر شجاعة قائد الفئة التي قاتلت في مند البوم وهو م. حامد قاسم الملكاوي والذي استشهد فيما بعد في أغوار الضفة الشرقية.
واذكر جهود واتصالات ضابط استخبارات الكتيبة وهو آخر من اتصل معي م.2 غازي الربابعة وهو دكتور الآن للعلوم السياسة في الجامعة الأردنية.
كما اذكر انه وصلتني نجدة بقيادة م1 هيكل منصور الزبن، وقد قمت باعطائهم محاضرة في ساحة الدير ووزعتهم بين جنود النظامين واستشهد المرحوم هيكل. وأيضا بعد ذلك جاءت نجدة أخرى بقيادة الرئيس سامح فائق المجالي صباح الثلاثاء إلا أن إسرائيل طوقهم من كل جانب واستطاع أن يأسر السيد سامح وبعض رفقائه بعد إبلائهم بلاء حسنا علما بأنهم جاءوا لنجدتنا ونجدت الإذاعة بناءً على طلبي من قائد الكتيبة.
وأيضا الشهيد البطل الجندي" إبراهيم خليل" من منقطة اليامون – جنين والذي كان عرسا قبل استشهاده بأربع وعشرين ساعة وكان يحمل سلاح الانيرجا ضد الآليات واقسم بالله إنني شاهدته يوم الثلاثاء مستشهدا وهو يحتضن سلاحه ومشطورا رأسه إلى قسمين وعرفته من هويته المعدنية والنصف الآخر من وجهة. وكذلك لن أنسى الشهيد المرحوم " إبراهيم حسين علي البطوش" والذي استشهد بجانبي على بعد لا يتجاوز المتر بصلية في صدره.
تسمية كتيبة الحسين الثانية بـ "أم الشهداء"
كانت تسمية كريمة ملكية سامية من قبل جلالة الملك المرحوم المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال رحمه الله، وذلك تقديراً لبطولات هذه الكتيبة.
وأود أن أذكر هنا أن جلالة سيدنا الحسين بن طلال كان يضع إشارة الكتيبة، وهي قطعة قماش خضراء على كتفه السامي تحت الرتبة العسكرية، وكذلك الآن ومنذ استلامه لسلطاته الدستورية يضع الملك المعزز عبد الله الثاني حفظه الله قائدنا الأعلى إشارة هذه الكتيبة على كتفه السامي تحت الرتبة وكلنا نستطيع مشاهدتها.
وارى من واجبي التطرق إلى أسماء ضباط الكتيبة:
قائد الكتيبة: الرائد منصور كريشان
مساعدة: الرائد علي مثقال الفايز
أركان الحرب:
الرئيس: سلامة الرشايدة
ضابط الاستخبارات: م.2 غازي الربابعة
ضابط الإشارة م.2 مالك العوران
قائد السرية 1: الرئيس حمود أبو قاعود
قائد السرية 2: الرائد سليمان السلايطة
قائد السرية 3: الرئيس نبيه السحيمات
احببت ان اشارككم بها لنعلم تضحيات نشامى الاردن من اجل فلسطين الحبيبة
من اجل انصاف حقهم علينا
علما باني قرات الوقائع كما هو في الوصف ادناه في مواقع صحفية اسرائيلية وعلى موقع wikipedia وذلك للتاكد
(حرب 1967 ) حرب القدس
الساحة الأردنية، الكتيبة الثانية
المقدم المتقاعد نبيه فلاح السحيمات قائد السرية الثانية
الساحة الأردنية، الكتيبة الثانية
المقدم المتقاعد نبيه فلاح السحيمات قائد السرية الثانية
أنا من مواليد الكرك تاريخ 2/10/1942، في أسرة مكونة من أربع ذكور وثلاث شقيقات، وأنا أصغرهم. نشأت في كنف والدي في الكرك، ثم انتقلنا إلى السكن في عمان بعد انتهاء دراستي.
أدخلني والدي المدرسة في سن مبكرة حيث درست الابتدائية والإعدادية والثانوية في "مدرسة الكرك الثانوية".
العنوان الحالي: الأردن، عمان، جبل المريخ، ص.ب 10239 الرمز 11151
في 5/12/1958 التحقت بالقوات المسلحة بعد المقابلات المطلوبة، وبعد التخرج من الكلية اعتمدوا دراسة "الكلية الحربية الملكية" دراسة جامعية وحصلت على شهادة الدبلوم بالعلوم العسكرية من جامعة مؤتة وكان ذلك التخريج في 15/6/1960 تحت الرعاية الملكية السامية.
الحرب
أما حرب حزيران (حرب الأيام الستة) بعد استلامي السرية الثالثة من كتيبة الحسين الثانية كما أسلفت، كنا في روح معنوية جيدة وزودنا بأسلحة جديدة، منها مدافع مورتر 4.2" بوصة بدلاً من 3" وكذلك رشاشات 500 بدلاً من رشاش الفكرز وتدربنا عليها تدريباً جيداً. العاملين عليها من خيرة الأفراد وكانت الاستعدادات لدينا ولدى جميع القوات المسلحة وخاصة في منطقة الضفة الغربية والقدس تحديداً استعدادات جيدة جداً. وكانت الأوامر تصدر لنا بالاستعداد التام واليقظة وبذل الغالي والرخيص في سبيل حماية حدودنا وقدسنا والدفاع عنها بشكل جيد.
باختصار شديد، وهذا الموضوع يحتاج إلى صفحات عديدة وشرح واسع ولكني سأقول باختصار. بداية، وقبل حرب حزيران بمدة بسيطة وعندما تأزم الموقف بعد إغلاق مضائق تيران، صدرت إلينا الأوامر بالاستعداد التام والتدريب الجيد لأي شيء وقد يحصل بالفعل. وبالفعل ضاعفنا من تدريبنا في دورات داخلية واستعدينا بشكل جيد وأوقفنا الإجازات والمغادرات، وزدنا من اهتمامنا في كل شيء ليلاً ونهاراً.
أما منطقة مسؤوليتي في السرية الثالثة، فقد كانت تبدأ من منطقة "باب العامود" إلى جهة الغرب حتى منطقة "مند البوم" مروراً بشارع "المصرارة واحد" والمصرارة اثنين و"جامع سعد وسعيد" بمحاذاة الجدار الذي يفصل بين المصرارة والمنطقة الحرام في القدس الجديدة ومنطقة "مند البوم" ومدرسة "واي أن سي أية" و"القنصلية الأمريكية" وعمارة "UN" ودار المغربي ودار نسيبة ودار الحمرا حتى أسفل الشيخ جراح عند دار الخطيب أسفل فندق الامبسادور. وهذه المسافة جميعها لا تتجاوز 800 متر تقريبا،ً ومنطقة مند البوم لمن لا يعرفها عبارة عن شارع لا يتجاوز طوله 15 إلى 20 متر وهي منطقة سهلة وشارع معبد، وجنودنا لا يبعدوا عن جنود إسرائيل مسافة 5 أمتار، وفي بعض المواقع اقل من ذلك وهذه حقيقة واقعية وجغرافية يعرفها كل من يعرف المنطقة، إضافة إلى مسؤوليتي عن حراسة والدفاع عن محافظة القدس والبريد الآلي وإذاعة القدس وجميعها وسط مدينة القدس.
وأعود بالقول ومن ضمن استعداداتنا التي أسلفت، تركيز "رشاشات 500" على أسطح الفنادق المجاورة وعلى أسطح المنازل مع ما يلزمها من أكياس رمل إلى ...الخ. ووضعت مدافع 106 مليمتر المقاومة للدروع ومدافع المورتر 4.2" بوصة، إضافة إلى الركت لانشر والانيرجا وما ألحقت معي من أسلحة أخرى مقاومة لصد أي هجوم محتمل من بوابة "مند البوم". واذكر هنا بعد زيارة الملك حسين رحمة الله للقاهرة، احضر معه المرحوم احمد الشقيري حيث أدى الشقيري صلاة الجمعة في الأقصى المبارك.
وفي يوم الأحد 4/6/1967 حلقت طائرة تصوير خفيفة فوق مناطقنا، وأطلقنا عليها النار من رشاشات 500 وكان قائد القسم العريف عبد الها الدبوبي الذي أطلق النار، وأسقطنا الطائرة وشاهدنها وهي تهوي في المنطقة الغربية جهة إسرائيل، وتأكيدا لذلك وبعد اقل من ساعة جاءنا شكر بذلك من المرحوم الشريف "ناصر بن جميل" والذي كان نائبا للقائد العام للقوات المسلحة، حيث شوهدت الطائرة المصابة على الرادارات الأردنية وهي تهوي محترقة. واذكر كذلك وبعد الحادث مباشرةً زارنا سمو الأمير محمد بن طلال وبرفقته احد أصحاب الأمراء السعوديين.
وبالفعل بدأت المعركة يوم الاثنين 5/6/1967 الساعة الحادية عشرة والنصف وخمس دقائق صباحاً ولهذا حديث آخر. أما كمختصر بدأت المعركة بالأسلحة الخفيفة ثم المتوسطة ثم الأسلحة الثقيلة كمدفعية 25 رطل، والتي كانت ملحقة بنا في المنطقة الشرقية من القدس وهي كتيبة المدفعية التاسعة 25 رطل بقيادة "المقدم محمد الحصان"، بالإضافة إلى استعمال الطائرات وقنابل الإنارة ليلاً والتي حولت المنطقة إلى نهارا دائم ليلها كنهارها بالإضافة إلى الأسلحة الأخرى. حاول إسرائيل بكل وسائله الدخول من بوابة مند البوم أنفة الذكر، إلا أنني ومن معي مرتب السرية ضباطاً وضباط صف وأفراد استطعنا أن نوقف تقدم إسرائيل من هذه البوابة. وهي الطريق التي إذا تمكن إسرائيل الدخول منها إلى القدس لما كلفة ذلك سوى عشر دقائق. لكن والفضل لله كلما سمعنا صوت الآليات تقترب منا لمسافة قريبة جداً، كنت أركز جميع الأسلحة التي ذكرت، بالاشتراك مع مدفعية 25 رطل المساندة على مواقع إسرائيل، وتدمير مقدمته من آليات وإيقاع الخسائر الفادحة به، وحاول جيش إسرائيل الهجوم ليس بأقل من أربع مرات ولكنه فشل فشلاً ذريعاً، وبالرغم من وجود عمارة للمتقاعدين العسكريين على البوابة من منطقة إسرائيل، تطلق النار من جميع نوافذ العمارة باتجاهنا، واستعماله لكشافات قوية جداً سلطت على أعيننا حتى لمن نعد نرى أمامنا شيء ولو لمسافة اقل من متر، واستعماله أيضاً لقنابل غاز تسبب النعاس ورائحتها كرائحة الليمون، وقد أبلغت ذلك إلى قائد الكتيبة المرحوم كريشان وقال لي بالحرف الواحد تصرف بمعرفتك، وقمت فوراً بقصف مواقع هذه الكشافات بمدافع 4.2" بوصة من أقسام هذه المدافع والتي كانت بموقع الدير المقابل لقيادة سريتي، وكان قائد أقسام هذه المدافع النائب " محمد معيش العجرمي" وهو رجل قدير وشجاع، وتم قصف هذه المواقع والتي كانت تجاور مواقع UN في منطقة إسرائيل، وكذلك تم عن طريق هذه المدافع قصف بعض مواقعنا كأهداف تخليص أرواح وذلك عندما احتل إسرائيل بعض مواقعنا الدفاعية، وأهداف تخليص الأرواح كما يعرفها العسكريين تعني القصف علينا وعليهم. وأيضاً مما منعه من استعمال الطيران والمدفعية الثقيلة وجود قواته المهاجمة ويساندها لواء مظليين بشكل تجمع، مما يؤكد انه في حالة قصفه بأسلحة ثقيلة يوقع فيه خسائر فادحة ومضاعفة أكثر منا، حيث أنهم في حالة تجمع وهجوم ونحن في حالة وضع دفاعي متفرق، كما أنه يوجد على البوابة القنصلية البريطانية والأمريكية، والأهم من ذلك هو قرب المسافة بيننا وبينهم مما يؤكد إلى إصابة الطرفين في حالة استخدام القصف والطيران بالإضافة إلى إصابة المواطنين المدنيين خاصة إن المنطقة منطقة مؤهوله بالسكان متلاصقة الأبنية. لذا أردك الجيش الإسرائيلي استحالت الدخول من بوابة مند البوم إلى القدس الشرقية، بقية السيطرة لنا على جميع المواقع لغاية صباح يوم الثلاثاء 6/6/1967. وعليه تراجع إسرائيل إلى الخلف وأعاد تجمعه واتجه شمالاً جهة منطقة الشيخ جراح "تل الذخيرة"، وهي منطقة محصنة ويوجد بها حقول ألغام وأسلاك شائكة، إلا أنه فضل الدخول منها على الدخول من بوابة مند البوم. وقام بقصف منطقة الشيخ جراح، خاصة وإنها منطقة خالية من السكان تقريباً إلا من السرية الثانية من كتيبتي الحسين الثانية، فقام بقصفها قصفاً مركزاً تمهيدياً بالمدفعية والطيران ثم بعملية إنزال جوي غرب السرية الثانية، والتي كان يقودها "المرحوم الرائد سليمان السلايطة" والإنزال تم في ملعب الشيخ جراح خلف السرية الثانية وبالقرب من مستشفى القدس للعيون وفندق الامبسادور والطنطور، وتم التقدم بهذه القوات المظلية من جهة الشرق وقوات إسرائيل المهاجمة من جهة الغرب وحاصرت قوات السرية الثانية، وكان قتالا شديدا وصل حتى مرحلة الاشتباك بالسلاح الأبيض والقنابل اليدوية وتعارك بالأيدي، واظهر قائد السرية وضباطه وجنوده كل شجاعةً وبسالةً وإقدام.
ثم انتقل القتال إلى مواقع السرية الأولى بقيادة الرئيس "حمود أبو قاعود" والذي عزز مواقعنا بسريته الأولى بين مواقع السرية الثالثة والسرية الثانية في الشيخ جراح، وحدث مع السرية الأولى ما حدث مع السرية الثانية، هذا وإنني واقسم على ذلك إنني قد سمعت على الجهاز اللاسلكي قادة السريتين الثانية والأولى يبلغان قائد الكتيبة بأن إسرائيل دخل إلى خنادقهم ويشتبكون معه بالسلاح الأبيض، وهذا ما حدث معي بالتمام والكمال. بعد دخول إسرائيل إلى مواقعي وكانت مواقعي آخر مواقع التي احتلها إسرائيل، علما بأنني لم أتطرق إلى التفصيل في قتال السرية الثانية والأولى لأنه يوجد من هو اقرب مني لهم من قادة ومرتبات أخرى اقدر مني على هذا التفصيل، علما بان قائد اللواء الملك العميد الركن " عطا علي" كان على اتصال معي للوقوف على سير المعركة، وكان يتم طول الليل تزويدنا بالذخيرة المختلفة.
صباح الثلاثاء ابلغني قائد الكتيبة بان إسرائيل احتل منطقة السرية الثانية في الشيخ جراح (تل الذخيرة) واحتل مواقع السرية الأولى والتي تقع بين سريتي الثالثة والسرية الثانية، وإسرائيل الآن متوجه إليك إلى مواقعك، وأوصني بقوله حرفيا " أبوي نبيه القتال من شارع إلى شارع ومن بيت إلى بيت والنار ولا العار" وأجبته " ابشر يا أبو مازن لن تسمع عنا إلا كل طيب إن شاء الله". فقمت بإعادة توزيع جنودي والأسلحة المقاومة للدروع في مواقع جديدة داخل المدينة عند نقاط اقتراب دبابات إسرائيل، حيث أصبح القتال قتال شوارع ومناطق مبنية. وبالفعل وصلت طلائع إسرائيل من عدة محاور منها: محور "مند البوم"، والمحور الثاني من شارع نابلس أسفل الشيخ جراح جنوباً وبأول الشارع قام إسرائيل بتوزيع هذا المحور إلى محورين الأول عن طريق نابلس باتجاه قيادتي والثاني سلك محور المحافظة- الإذاعة- البريد الآلي- باتجاه باب الساهره، ثم اتجهت دباباته إلى باب العامود ، والمحور الثالث من وادي الجوز باتجاه الجثمانية حيث انحرف قسم منها باتجاه وسط البلد خارج الأسوار، وتم تطويق مواقعي من جميع الاتجاهات، علما بأن قائد الكتيبة كريشان سبق وابلغني بأن جميع الدبابات الموجودة في المنطقة هي دبابات معادية. هذا وليعلم الجميع بان هذه المحاور لا يتجاوز كل محور فيها عشرات الأمتار. هذا وقد جرى الاشتباك مع إسرائيل من قبلي وقبل سريتي على مسافة أمتار تتقلص في كثير من الأحيان إلى الاشتباك بالحراب بالسلاح الأبيض والقنابل اليدوية داخل الخنادق الدفاعية. وأريد أن أوضح بأن عقيدة إسرائيل القتالية كانت تتلخص بان يحتل المواقع الإستراتيجية في كل موقع يحتله، ويسيطر على مفترقات الطرق ويجنب قواته في حالات كثيرة النزول من الآليات، والدخول إلى الشوارع الفرعية والحارات والأزقة، خوفا من الاشتباك والمواجهة المباشرة، ولو كان يقاتل بخلاف ذلك لتعرض إلى خسائر فادحة.
وبقينا نقاتل طيلت يوم الثلاثاء بشكل فردي وجماعي، حيث استشهد من استشهد واسر من اسر، وشاهدت أشلاء الشهداء في مواقع كثير ولهذا حديث آخر، واستمر القتال متفرقا إلى صباح الأربعاء. في حوالي الساعة العاشرة من صباح الأربعاء 7/6/1967 كنت لا أزال في مواقعي وبكامل ملابسي العسكرية وسلاحي الشخصي، أبلغت بوجود قوات عراقية عند باب العامود فخرجت لاستطلاع ذلك فشاهدت دبابات تحمل العلم العراقي وإثناء بتقدمي إليهم أطلقوا النار باتجاهي ومن معي، فعرفت أنها خدعة من إسرائيل فعدت حيث كنت. وفي هذه الإثناء خطب جلالة المغفور له جلالة الحسين خطابه الشهير وقال " كلوهم بأسنانكم وقطعهم بأظافركم ..." إلى آخر الخطاب كما استمعت إلي بلاغات رسمية من الإذاعة الأردنية تعلن بوصول إسرائيل إلى منطقة نهر الأردن وأريحا والى منطقة الجسور. هنا أدركت أن الأمور انتهت وان إسرائيل سيطر على كل شي، فبقيت في منطقتي متنقلا من موقع إلى آخر، ولم استطع الدخول إلى القدس القديمة ألا يوم الجمعة الموافق 9/6/1967 حيث سمح إسرائيل بالتنقل داخل المدينة، علما بان المسافة بين موقعي المحاصر فيه وباب العامود لا يتجاوز عشرين متر، وبعد دخولي إلى القدس القديمة المشار إليه أعلاه يوم الجمعة بقيت في القدس القديمة داخل الأسوار بمعرفة أصدقاء لي ، وقد وزع إسرائيل أثناء ذلك مناشير باللغة العربية تحذر أي مواطن مقدسي من إيواء أو مساعدة أي ضابط أو جندي من الجيش العربي، وبخلاف ذلك يحكم علية بثلاثة آلاف دينار أو ثلاثة سنوات أو كلا العقوبتين معاً. وفي يوم الاثنين اللاحق الموافق 13/6/1967 صممت على الخروج من القدس مع علمي بنقاط تفتيش على القدس، ووجود صوري ملصقة على هذه الأبواب وكانوا يعرفون الجندي من هويته المعدنية إذا كانت معه أو علامة الخوذة الفولاذية التي كان يلبسها، ولكن وبفضل الله تمكنت من الخروج من باب الأسباط بين جموع من المواطنين سيرا على الأقدام حتى منطقة أريحا، ثم نزلت من منطقة المغطس ومنها إلى جسر الملبي وكانت الجسور مدمرة واتجهت إلى عمان، وهذا كان يوم الثلاثاء صباحا حيث اتصلت من بيتي مع قائد الكتيبة الشهيد كريشان فهنئني بالسلامة، وطلب مني الاستراحة ولكني التحقت بوحدتي باليوم التالي صباح الأربعاء في منطقة "خو"، ثم أعدنا تنظيمنا وانتقلنا إلى منطقة الرمثا ومناطق أخرى لعدت أيام ثم استقرينا في منطقة "أم قيس" وتوزعنا على عدة مناطق منها : منطقة "المخيبة التحتى والفوقى" و" سد الوحدة" و"الشونة الشمالية" و"الباقورة" و"العدسية". وهنا كنا نستلم قوات الحجاب في الباقورة وقناة الغور الشرقية ، وبدأت حرب الاستنزاف وقصف منطقة " كم قروق" في اربد ومناطق الكتيبة في أم قيس واستشهاد المرحوم كريشان قائد الكتيبة ولهذا حديثا آخر في 15/2/1968.
وكان أول شهيد من سريتي يوم الاثنين المرحوم "سماره منزل خميس" من أهل الجبل وكان يرمي على مدفع 2" أنش مورتر في وسط شارع مند البوم ومررت بجانبه وطلبت منه تغيير موقعه لأن المورتر سهل الكشف من قبل إسرائيل، ولكن الشهادة كانت أقرب إليه واستشهد أثناء عودتي إليه في نفس الموقع، أما الشهداء الضباط عندي منهم:
الشهيد م.1 هيكل منصور تركي الحيدر الزبن
الشهيد م.1 مالك العوران، ولقصة استشهادهم حديث آخر.
أما الشهداء الأفراد فهم كثر ومنهم:
الشهيد إبراهيم خليل والشهيد أحمد محمود أبو عكاز والشهيد حسين علي البطوش والشهيد أسعد مسعود أسعد والشهيد رياض مصطفى والشهيد أسعد خليل جبر والشهيد أحمد علي عبد الرحمن والشهيد موسى محمد علي والشهيد سلامة سليمان محمد والشهيد سويلم هويمل والشهيد غالب عبد الله والشهيد هاشم محمد حمدان والشهيد علي مفلح عمر والشهيد أحمد عبد القادر والشهيد عبد الرزاق دهمش والشهيد جمعة أحمد محمود والشهيد محمد شفيق أحمد والشهيد علي مصطفى إبراهيم والشهيد فواز فايز أحمد والشهيد محمود أحمد سليمان والشهيد فايز مفلح حسين وآخرون كثيرون، حيث بلغ عدد الشهداء 104 شهيد من كتيبة الحسين الثانية (أم الشهداء) ومع "الجرحى والمفقودين" 414 فرد من اصل شهداء الأردن الذين بلغوا 578 شهيد.
وأحدد هنا أن إسرائيل قبل الصديق شهد بذلك القتال، وقال قائدتهم "نحن في حرب حزيران لم نقاتل كقتال محترف إلا الجيش العربي الأردني"، وقال وزير دفاعهم موشي ديان "أن كل خطوة على بوابة مند البوم كلفتنا عشرات الضحايا". أما القتال في كتيبة الحسين الثانية ككل، فكان قتلاً مريراً وباسلاً ألحق بإسرائيل أشد الخسائر المادية والمعنوية والبشرية، وقد قتلت كتيبة الحسين الثانية من إسرائيل مائة وخمس وثمانون قتيلاً بين ضباط وضابط صف وجند عدا الجرحى والخسائر المادية. وهذا موجود الآن على عدة لوحات في المتحف الموجود في منطقة الشيخ جراح مع صور للقتلى وأسمائهم ورتبهم ومواقع قتلهم لمن يريد أن يشاهد ذلك. وقد شاهدت هذه الأسماء بنفسي أثناء زيارتي للقدس عام 1997 وهي موجودة لغاية الآن. كما يوجد في الخنادق الدفاعية بعض الأسلحة المدمرة لغاية الآن التابعة لكتيبتي.
كما اذكر وبكل فخر تجوال مساعد قائد الكتيبة الرائد الركن علي مثقال الفايز بالشماغ رافضا ارتداء الخوذة، وهذا إن دل على شيء يدل على البطولة، وان نسيت لن أنسى التلميذ المرشح "عادل الملاحمة الطراونة" والذي كان مسئولا عن دار المغربي ولا تزال الشظايا في كافة أنحاء جسمه إلى الآن وهو الآن يحمل شهادتين دكتوراه في أمريكا، كما اذكر بالفخر شجاعة قائد الفئة التي قاتلت في مند البوم وهو م. حامد قاسم الملكاوي والذي استشهد فيما بعد في أغوار الضفة الشرقية.
واذكر جهود واتصالات ضابط استخبارات الكتيبة وهو آخر من اتصل معي م.2 غازي الربابعة وهو دكتور الآن للعلوم السياسة في الجامعة الأردنية.
كما اذكر انه وصلتني نجدة بقيادة م1 هيكل منصور الزبن، وقد قمت باعطائهم محاضرة في ساحة الدير ووزعتهم بين جنود النظامين واستشهد المرحوم هيكل. وأيضا بعد ذلك جاءت نجدة أخرى بقيادة الرئيس سامح فائق المجالي صباح الثلاثاء إلا أن إسرائيل طوقهم من كل جانب واستطاع أن يأسر السيد سامح وبعض رفقائه بعد إبلائهم بلاء حسنا علما بأنهم جاءوا لنجدتنا ونجدت الإذاعة بناءً على طلبي من قائد الكتيبة.
وأيضا الشهيد البطل الجندي" إبراهيم خليل" من منقطة اليامون – جنين والذي كان عرسا قبل استشهاده بأربع وعشرين ساعة وكان يحمل سلاح الانيرجا ضد الآليات واقسم بالله إنني شاهدته يوم الثلاثاء مستشهدا وهو يحتضن سلاحه ومشطورا رأسه إلى قسمين وعرفته من هويته المعدنية والنصف الآخر من وجهة. وكذلك لن أنسى الشهيد المرحوم " إبراهيم حسين علي البطوش" والذي استشهد بجانبي على بعد لا يتجاوز المتر بصلية في صدره.
تسمية كتيبة الحسين الثانية بـ "أم الشهداء"
كانت تسمية كريمة ملكية سامية من قبل جلالة الملك المرحوم المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال رحمه الله، وذلك تقديراً لبطولات هذه الكتيبة.
وأود أن أذكر هنا أن جلالة سيدنا الحسين بن طلال كان يضع إشارة الكتيبة، وهي قطعة قماش خضراء على كتفه السامي تحت الرتبة العسكرية، وكذلك الآن ومنذ استلامه لسلطاته الدستورية يضع الملك المعزز عبد الله الثاني حفظه الله قائدنا الأعلى إشارة هذه الكتيبة على كتفه السامي تحت الرتبة وكلنا نستطيع مشاهدتها.
وارى من واجبي التطرق إلى أسماء ضباط الكتيبة:
قائد الكتيبة: الرائد منصور كريشان
مساعدة: الرائد علي مثقال الفايز
أركان الحرب:
الرئيس: سلامة الرشايدة
ضابط الاستخبارات: م.2 غازي الربابعة
ضابط الإشارة م.2 مالك العوران
قائد السرية 1: الرئيس حمود أبو قاعود
قائد السرية 2: الرائد سليمان السلايطة
قائد السرية 3: الرئيس نبيه السحيمات
السبت يوليو 26, 2014 1:48 am من طرف هبه
» الدعاء للميت في الصلاة عليه
الجمعة يوليو 25, 2014 10:30 pm من طرف هبه
» عند زيارة القبور
الجمعة يوليو 25, 2014 10:17 pm من طرف هبه
» قصة فتاه تبلغ من العمر 27 سنه
الجمعة يوليو 25, 2014 9:58 pm من طرف هبه
» مطل العشاق
الجمعة يوليو 25, 2014 8:04 pm من طرف هبه
» اصنع حياتك
الجمعة يوليو 25, 2014 7:40 pm من طرف هبه
» شخصيات بارزه
الجمعة يوليو 25, 2014 5:15 pm من طرف هبه
» عبارت ترحيب رومانسية للترحيب بالاعضاء الجدد
الجمعة يوليو 25, 2014 5:06 pm من طرف هبه
» صيانة بريوس وغيار زيت فقط ب 20 دينار
الإثنين مايو 19, 2014 3:34 pm من طرف 4hybrid
» السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الأربعاء مارس 19, 2014 3:06 pm من طرف أبوساجد
» مسلسل (صد رد)
الأربعاء مارس 19, 2014 3:04 pm من طرف أبوساجد
» دورة تأسيسية في السيارات الكهربائية والهايبرد
الأربعاء يناير 15, 2014 4:36 pm من طرف 4hybrid
» حكمتين متناقضتين ايهما ستختار
الأحد ديسمبر 01, 2013 4:05 pm من طرف مويد ستلايت
» قريه كلها محفورة بالصخر..... صور
الأحد نوفمبر 17, 2013 7:25 am من طرف مويد ستلايت
» نكت نكت
الثلاثاء أكتوبر 15, 2013 6:23 pm من طرف كركية 38
» نداء الى ابناء الكرك الاعزاء
الجمعة مايو 31, 2013 3:03 am من طرف العربي
» اكبر مركز للسيارات الهجينة (الهايبرد) في عمان - الاردن
الخميس فبراير 21, 2013 4:33 pm من طرف 4hybrid
» ضيف حل في قلعتكم
السبت نوفمبر 24, 2012 3:37 am من طرف العربي
» موت الملائكة
السبت يونيو 23, 2012 1:18 am من طرف ابو صرار
» ملااااك الروح نورتينا
الأحد مايو 13, 2012 10:33 am من طرف العربي